
نقاط هامة في تاريخ العلاقات الليبية الإيرانية
جمعية الصداقة الليبية الايرانية
ومنذ أن استلم القذافي الحكم في الأول من سبتمبر/أيلول 1969،التحق بتحالف القادة العرب،مثل جمال عبدالناصر،ياسر عرفات،علي ناصر محمد وحافظ الأسد ضد آخر ملوك إيران الموالي للغرب والداعم للكيان الصهيوني محمد رضا بهلوي،الذي أُسقط عرشه بثورة شعبية للشعب الإيراني بقيادة الامام الخميني رحمه الله تعالى عام 1979م.
*الموقف الليبي من الجزر الثلاثة:
في 30 ديسمبر/كانون الأول قدمت ليبيا شكوى إلى مجلس الأمن،إلى جانب العراق واليمن الجنوبي والجزائر،ضد مزاعم دولة الامارات الحديثة الولادة والنشأة احتلال ايران للجزر الإماراتية الثلاث: طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى،الأمر الذي تسبب في تأزيم العلاقات بين طرابلس وطهران وتضاربت بعدها تصريحات القدافي حول هذه الجزر وآخرها مطالبته الدول العربية وخاصة الخليجية في القمة العربية عدم استعداء ايران خاصة وأن سكان دول الخليج غالبيتهم من أصول ايرانية حسب كلامه,وتقيم دولة الامارات العربية المتحدة علاقات دبلوماسية طبيعية مع ايران ولديها تبادل تجاري وتعاون اقتصادي كبير جداً.
*التهنئة بانتصار الثورة:
وبعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران عام 1979م ببضعة أيام،كان الرائد عبدالسلام جلود،الرجل الثاني في النظام الليبي حينها من أوائل المهنئين الذين وصلوا إلى طهران على رأس وفد يضم خمسة وخمسين شخصا إلا أن تحركاته أحيطت بالسرية وبدأت العلاقات تتطور بين البلدين،الذين يتبنيان الخط الثوري والوقوف ضد الدول الاستعمارية والاستكبارية ولكن بشكل حذر خاصة مع طرح الإمام الخميني على جلود (درباره امام موسى الصدر حل كنيد) أي يجب حل قضية وموضوع اختفاء الامام موسى الصدر وأضاف “اننا نحمد الله الذي من على المستضعفين ونصرهم على المتكبرين وحكمهم على الأرض”.
ونشرت صحيفة “كيهان” الايرانية أن موضوع اختفاء الصدر كان النقطة الرئيسية في الاجتماع الذي عقده الإمام الخميني في قم مع الرائد جلود واستغرق ما يزيد على ساعة.
*قضية اختفاء الإمام الصدر:
ظلت قضية التحقيق حول مصير الإمام موسى الصدر الزعيم اللبناني اللبناني ورفيقيه الشيخ مجدي يعقوب والصحفي عباس بدر الدين،والذي اختفى في ليبيا بعد أن حل ضيفاً عليها وتنفي ليبيا اختفاءه وتعتبره شريك وحليف تتوافق مع توجهاته وتقول غادر الى ايطاليا وهناك فقد الاتصال به,ونفت ايطاليا وصوله اليها أو دخوله الى الأراضي الايطالية حجر العثرة والعائق الكبير بين أي تقارب كبير بين البلدين رغم تشابه المواقف المعلنة واختلاف المنطلقات الأيدلوجية والأهداف وحاول نظام القدافي تجاوز هذه النقطة ولكنه لم يفلح ووجد صلابة في الموقف الايراني الرسمي الذي يواجه ضغطا شعبيا كبير في الأوساط الشيعية بمختلف الدول الاسلامية.
*المساعدات الليبية في الحرب المفروضة:
نشر موقع “فردا” والتي تعني غدا أو الغد بالعربي القريب من عمدة طهران،وأحد كبار قادة الحرس الثوري السابقين الجنرال محسن قاليباف،تقريراً حول التعاون العسكري بين إيران وليبيا، جاء في مقدمته:”لم ينشر من قبل أي تقرير حول المساعدات العسكرية التي تلقتها إيران خلال الحرب الإيرانية العراقية من ليبيا،فالقذافي بالرغم من أنه خطف الإمام موسى الصدر،لكنه أصدر بياناً ضد صدام حسين،ولصالح إيران،إلا أنه في النهاية ضغط على إيران لإيقاف الحرب مع العراق وبالرغم من كافة التناقضات كان القذافي من أهم حلفائنا في الحرب المفروضة علينا”.
وأضاف التقرير:”كانت ليبيا في الماضي القريب صديقة وداعمة ثمينة لبلدنا،فلو غضينا الطرف عن اختفاء الإمام موسى الصدر ولم نأخذ بعين الاعتبار الأحداث التي شهدتها ليبيا في الأشهر الأخيرة،سنجد هذا البلد من قلة البلدان التي وقفت إلى جانبنا في أيامنا الصعبة في ثمانينات القرن الماضي”.
وحول موقف ليبيا من الحرب العراقية الإيرانية أضاف التقرير نقلاً عن نبأ لوكالة أسوشيتدبرس بتاريخ 10 أكتوبر/تشرين الأول 1980: “مع بدء الحرب لم يكن موقف حافظ الأسد واضحاً، إلا أن القذافي اتخذ بعد مرور 20 يوما على الحرب موقفا صريحا،وبعث برسائل إلى قادة العرب دعاهم فيها علنا إلى الوقوف إلى جانب الإخوة المسلمين في إيران”.
يذكر أن العراق قطع حينها علاقته بليبيا، ووصفت صحيفة الجمهورية الرسمية الموقف الليبي بـ”الخياني”.
*طرابلس زودت طهران بالأسلحة ضد بغداد:
ويؤكد تقرير “فردا”: “مضت أعوام على الحرب الإيرانية العراقية، واليوم بدأ بعض المسؤولين الإيرانيين الذين كانت لهم مهام خطيرة في الدفاع المقدس (الحرب العراقية الإيرانية)، يكشفون عن أسرار تلك الفترة من خلال مقابلاتهم الصحفية فيقول علي أكبر ولايتي وزير الخارجية الإيراني لتلك الفترة: ليبيا قدمت مساعدات تسليحية مهمة للغاية لإيران خلال الحرب”.
ويشير الدكتور علي ولايتي الذي يشغل الآن منصب مستشار المرشد الإيراني الأعلى إلى الأهمية الاستراتيجية التي حظي بها الدعم التسليحي الليبي إلى جانب وقفة سوريا واليمن الجنوبي والجزائر مع إيران،على أساس التصدي لاتفاقية كامب ديفيد من جهة، وإخراج الحرب بين إيران والعراق من خانة الحرب بين العرب والفرس.
وفي 22 من أكتوبر/تشرين الأول 1984 بثت بي بي سي تقريراً حول التعاون العسكري بين إيران وليبيا،وصفت فيه العلاقات التسليحية بين البلدين بـ”الواسعة” وكانت الولايات المتحدة الأمريكية تعتقد بأن إيران تحصل على الأسلحة من روسيا عبر ليبيا،ومن ضمن هذه الأسلحة الألغام البحرية التي استخدمتها إيران في مياه الخليج.
*مقايضة الألغام بالأسلحة الكيمياوية
وفي أكتوبر/تشرين الأول 1986،هدد حميد شعبان قائد القوة الجوية العراقية في مقابلة مع مجلة “ألف باء”،بتكثيف الهجمات الجوية ضد الأهداف الإيرانية،مؤكدا أن الصواريخ التي تستلمها إيران من سوريا وليبيا لن تخيف العراق”.
وفي سبتمبر/أيلول 1987 بعثت وزارة الخارجية الأمريكية رسالة تهديد إلى الحكومة الليبية حذرتها من مغبة تسليم الألغام البحرية الروسية الصنع إلى إيران،لأنها تعرض الملاحة البحرية في الخليج إلى الخطر.فقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية وقتها: “إن واشنطن حذرت ليبيا بخصوص مقايضة الألغام المتطورة البحرية بالسلاح الكيمياوي مع إيران”.
ووصفت الصحف الغربية الصادرة أثناء الحرب العراقية الإيرانية ليبيا بمخزن الأسلحة والعتاد الإيراني،حيث شملت الأسلحة التي استلمتها إيران أنواع الألغام الأرضية والبحرية وصواريخ أرض أرض من طراز سكاد، وصواريخ مضادة للطائرات من طراز سام 2 والصواريخ المضادة للدروع من طراز تاو،وقطع بحرية أمريكية الصنع.
ولم يتوقف التعاون بين البلدين عند حد تزويد إيران بالأسلحة،بل كشف الشيخ هاشمي رفسنجاني أحد أهم شخصيات نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية عن وجود مستشارين عسكريين ليبيين إلى جانب الإيرانيين في الحرب العراقية الإيرانية.
وقد ذكر وزير الحرس الثوري الإيراني سابقا محسن رفيق دوست،أن ليبيا أعطت إيران صواريخ بالستية مجانا للدفاع عن نفسها ضد العراق وقال دوست إن الرئيس الإيراني هاشمي رفسنجاني كلفه إبان الحرب العراقية الإيرانية بالذهاب إلى سوريا ولقاء الرئيس السوري آنذاك حافظ الأسد طلبا للصواريخ للرد على الصواريخ العراقية،إلا أن الأخير لم يزوده بها معللا الرفض بأن كل ما لديه من صواريخ يقع تحت سيطرة “السوفييت”، واقترح حينها الأسد على دوست الذهاب إلى ليبيا،وتعهد بأن يتصل بالزعيم الليبي آنذاك معمر القذافي وأن يوصيه بذلك.
وتابع دوست أنه بعد الاجتماع مع الأسد اتجه إلى ليبيا للقاء معمر القذافي،الذي وافق فورا على إرسال 10 صواريخ “سكود بي” إلى طهران، واشترط عليه أن يتم قصف السعودية بأحدها وحسب دوست، فقد كانت المدن الإيرانية تحت قصف صواريخ “سكود بي” التي أعطاها الاتحاد السوفيتي للنظام البعثي العراقي أما الترسانة الإيرانية فكانت عاجزة عن الرد لعدم توفر صواريخ مناسبة لدى الجيش من جهة،وعدم قبول أي دولة بيع طهران مثل تلك الصواريخ.
وأضاف رفيق دوست أن كل صاروخ من صواريخ “سكود بي” كان يبلغ سعره 3ملايين دولار،وكان من المقرر أن ترسل ليبيا الصواريخ على ثلاث مراحل وفي كل مرحلة 10صواريخ،ولم تطلب أي مبلغ مقابل ذلك لقد استلمت الجمهورية الاسلامية الايرانية حتى ذلك الحين،وبصورة سرية 30 صاروخا من القذافي حيث اطلق منها 21 صاروخا وبقيت 9 صواريخ أخرى كمحزون استراتيجي.
وأوضح أنه بعد تسلم هذه الصواريخ والرد على العراق،رفض الجانب الإيراني طلب الخبير الليبي الذي رافق الصواريخ قصف السعودية،مشيرا إلى أن إيران لا ترغب في إشعال الحرب مع السعودية،ليغادر على أثرها الخبير الليبي إيران ولم يرسل بعدها القذافي أي صاروخ لطهران،ما اضطر إيران في نهاية المطاف للجوء إلى كوريا الشمالية حينذاك وقام محسن رفيق دوست برفقة الشهيد حسن طهراني مقدم وعدد اخر من القادة العسكريين،بزيارة كوريا الشمالية بهدف شراء صوايخ بعيدة المدى، لكن الزعيم الكوري الشمالي في ذلك الوقت كيم جونغ أون امتنع على ذلك،وقدم للوفد الايراني وعودا بالتدريب العسكري والصاروخي فقط.
*زيارات هامة الى ليبيا:
ومن أهم الشخصيات الإيرانية التي زارت ليبيا يمكن الإشارة إلى المرشد الإيراني الأعلى السيد علي خامنئي،عندما كان رئيسا للجمهورية ،والشيخ هاشمي رفسنجاني الرئيس الإيراني الأسبق،والجنرال محسن رفيق دوست وزير الحرس الثوري والوزير الخارجية الأسبق الدكتور علي أكبر ولايتي،ووزير الخارجية السابق منوشهر متكي والعديد من المسؤلين الأخرين.
ويرى المراقبون أن هناك فرص ممتازة في انشاء علاقات جديدة قوية ومفيدة للجانبين الليبي والايراني خاصة في الجانب الاقتصادي والثقافي والاستفادة من تراكم التجارب والخبرات التي مرت بها ايران مند نجاح ثورتها والتحول من الثورة الى الدولة وادارة البلاد عبر المؤسسة والنظام والقوانين.
وقد سبق التوقيع بين ايران وليبيا على مذكرة تفاهم مشتركة خلال الاجتماع الحادي عشر للجنة المشتركة الايرانية ـ الليبية والذي انعقد في طهران في 28 ديسمبر 2006م,في اطار سعي البلدين لتعزيز التعاون الثنائي بينهما في المجالات الاقتصادية والصناعية والعلمية والثقافية.
وأجرى البلدان خلال اجتماع اللجنة المشتركة لهما محادثات بناءة في المجالات الاقتصادية المختلفة شملت قطاعات الصناعة والتجارة والزراعة والعمران والطاقة والنقل,حيث توصل الجانبان الى اتفاقات مصرفية وجمركية فيما يتعلق بالتبادل التجاري والاستثمار والتعاون المصرفي والكمركي وإقامة المعارض وكذلك التعاون في مجال الصناعة والطاقة.
#متابعات